ابني تعرض لمشاهدة الإباحية: خمس حقائق مهمة يجب أن تعرفها

هل حدث من قبل، وعرفت أن ابنك يشاهد الإباحية؟ هل أنت خائف من تعرض أطفالك للإباحية؟ دومًا أناأستقبل مكالمات ورسائل من الآباء، الذين اكتشفوا للتو أن ابنهم قد شاهد محتوىً إباحيًا. الآباء يصابون بالصدمة، والغضب، والإحباط، في وقت واحد.
A+ A-

يقول (كارل ستيوارت) مؤلف كتاب علاج الإباحية: "السلاح السري للقضاء على قبضة الإباحية":

هل حدث من قبل، وعرفت أن ابنك يشاهد الإباحية؟ هل أنت خائف من تعرض أطفالك للإباحية؟ دومًا أناأستقبل مكالمات ورسائل من الآباء، الذين اكتشفوا للتو أن ابنهم قد شاهد محتوىً إباحيًا. الآباء يصابون بالصدمة، والغضب، والإحباط، في وقت واحد. ويمكنك أن تستمع إلى الإحباط في سؤالهم (ماذا أفعل؟).

إليك خمسة أشياء يجب أن تعرفها في حالة تعرض طفلك لمحتوى إباحي:

لا خجل

لا يهم كم أنت مصدوم، أو مستاء، أو محبط. المهم ألا تجعل طفلك يشعر بالخجل. الخجل سم يقود إلى الإدمان ويبعث رسالة مفادها (أنت سيء) بينما التواصل يبعث رسالة (ما فعلته كان سيئا).

من الممكن أن يكون ابنك قد نشأ في بيئة جادة. حيث يتم تعليم القيم الأخلاقية وتمثيلها، ولكن قد تصيب عدوى الإباحية المنزل. مهما حدث لا تجعل طفلك يشعر بالخجل.

قد ترغب بأن تصرخ قائلًا (كيف فعلت ذلك) أو أن توبخهم لعدم كونهم أشخاصًا صالحين، ولفعلهم شيئا مقززا كهذا.

 حسنًا لا تقل هذه الكلمات، وإن كنت قلتها، فأنت مدين لطفلك باعتذار صادق اليوم.

الخجل يجعل الطفل يشعر أنه سيء. وسماع ذلك من شخص تحبه، ورأيه ذو قيمة كبيرة بالنسبة لك، يؤثر فيك بشكل كبير.

 إذا اعتقدت بأنك شخص سيء، فسوف تفعل ما يفعله الأشخاص السيئون. الأمر بهذه البساطة. الأشخاص السيئون يفعلون ما يعرفون أنه خطأ. ويستمرون بفعله والعودة إليه. الأمر يصبح بلا أمل عندما تؤمن أنك شخص سيء.

دائما، التعامل مع الخجل جزء محوري من عملية التعافي. تأكد من أنك لا تزرع بذور الخجل في عقل طفلك، وقلبه. وإن كنت فعلت ذلك، فعليك تصحيح الأمور بأسرع ما يمكن. إذا لم تخرج من هذا المقال إلا بفائدة واحدة فلتكن هذه (لا تجعل ابنك يشعر بالخجل).

الإباحية تصدم الدماغ

الصور الإباحية، مصممة بشكل واضح. من أجل الإضرار بالخلايا العصبية، بطرق مربكة، ومثيرة، وبشكل سري. حيث يتم إفراز خليط قوي من المواد الكيميائية في الدماغ، ما يسبب حفظ هذه الصور بسرعة في الذاكرة طويلة الأمد.

لذة الذنب مرتبطة بممارسته وحيدًا في الخفاء، الاختباء، والسرية. بالإضافة إلى الخطر، والإثارة، ذلك كله يجعل تأثير الإباحية أكبر وأكثر عمقا.

 كما قيل في المثل (المياه المسروقة حلوة المذاق والطعام في الخفاء لذيذ).

أعرف من الأشخاص الذين أعمل معهم باستمرار، أن السرية في تصفح المحتوى الإباحي، تعزز من إدمانهم للإباحية.

السن أيضا يلعب دورا هنا، مجرد أن يصل الطفل إلي مرحلة البلوغ، يكون عقله مستعدًا للتعامل مع المعلومات الجنسية، ويكون الدماغ، والهرمونات، جاهزة لبدء التعامل مع هذه الأمور.

بالطبع هي خطر على المشاهد قبل وبعد البلوغ، لكن قبل سن البلوغ _ 10 للأولاد و10أو11 للبنات ـ لا يكون عقلهم جاهزًا بعد لبدء التعامل مع هذه الأمور. ويكون التعرض لمحتوى إباحي أكثر إرباكا. فالإباحية في هذا السن _قبل البلوغ_ تكون صادمة، ومربكة، أكثر منها في مرحلة البلوغ.

الإثارة الجنسية المفرطة، الناتجة عما تمت مشاهدته، والإحساس المتأصل في الطفل بأنه يجب ألا يخبر أحد طلبا للمساعدة، يخلقان بيئة خصبة لإدمان الإباحية. وصف لي الشبان الذين أعمل معهم، التعرض للإباحية قبل سن البلوغ قائلين (لم أكن أعلم ما الذي يجب عليَّ فعله ولكني عرفت أني أحبه، وأني لا يجب أن أخبر أحدًا واستمررت في إخفاء الأمر منذ ذلك الوقت).

الأطفال يحتاجون إلى المساعدة للتعامل مع ما شاهدوه

مساعدة طفلك في التعامل مع ما شاهده، يساعد في تخفيف الصدمة التي تعرض لها دماغه. التعبير عما شاهدوه، وما الذي جعلهم يشعرون به جسديًا وعاطفيًا يساعد العقل علي الهدوء وحل الأمر. فعندما يتعرض العقل للصدمة، فإنه يفقد القدرة على فهم التجارب، والخبرات، التي تمر به. ويحفظها بطريقة تمكنه من استرجاعها، والاستفادة منها فيما بعد.

فكر بالصدمة التي تحدث بعد التعرض لحادث سيارة، فالتجربة بالكامل تصبح غير واضحة شعوريًا.

 لذا فإن معالجة التجارب الجسدية، والبصرية، والعاطفية، يسمح للعقل بأن يستوعب شدة الأمر، وفعل هذا في سياق علاقة مودة أبوية، يشبه المسكن الذي يساعد على التعافي.

هذه المحادثة بينك وبين طفلك مهمة جدًا، ولكنها أيضًا غير مريحة لكليكما. فابنك مستعد لأن يناقش أي شيء معك، إلا الصور الإباحية التي شاهدها. لذا إليك بعض المفاتيح لبدء محادثات من هذا النوع:

دع ابنك يطمئن بأنه لن يقع في مشكلة إذا ما أخبرك بما شاهده؛ يجب أن يتكلم دون خوف من العقاب.

اطلب منه أن يصف ما شاهده، وإذا كان محرجًا جدًا فعليك أن تصف أنت ما تظن بأنه قد شاهده (أظن بأنك رأيت أشخاصًا عراة يفعلون أشياء صادمة بعض الشيء)

كن واضحا دون تصوير؛ أفهم أطفالك بأنهم أشخاص بالغون، يمارسون الجنس، ولكن لا تعطه تفاصيل تصويرية عما يفعلونه.

حافظ علي ثباتك الانفعالي؛ طفلك يجب أن يعلم أنك تستطيع تولي أي أمر يخبرك به، دون أن يصيبك الهلع، يمكنك أن تفزع لاحقا، ابنك يجب أن يعلم أنك ستبقى على تواصل معه مهما حدث.

صناعة الإباحية تستهدف الأطفال الصغار

نعم لقد قرأت هذه الجملة بشكل صحيح؛ صناع الإباحية يعلمون أنهم إذا ما استطاعوا الإيقاع بالأطفال الصغار، فإنهم يكونون قد اكتسبوا زبائن مدى الحياة. مثل تاجر الممنوعات الذي يعرض السلعة الأولى بالمجان. حيث يتم دفع الأطفال الساذجة، نحو عالم ليسوا مجهزين بعد للتعامل معه.

ماذا أعني بكلمة (تستهدف)؟

صناع الإباحية يستخدمون كلمات مشابهة لأسماء شخصيات كرتونية مثل (*****) فالموقع الأول لشخصية ديناصور كرتونية والموقع الثاني يأخذك لعالم ترفيهي خاص بالكبار فقط. وهذا يفسر لمَ متوسط عمر التعرض للإباحية هو ثماني سنوات، ففي هذه السن يكون الأطفال في منتهى البراءة وهذا يعتبر تحرش بصري.

انتبه لنشاط أطفالك على الإنترنت

عليك أن تشاهد سجل تصفح الإنترنت الخاص بأطفالك، وأن تقوم بتشغيل خدمات تنقية وحماية على جميع الأجهزة التي يستخدمونها. الأمر لا يتعلق بالثقة بعد الآن، الأمر متعلق بحماية أبنائك، فلا يمكنك أن تلقي ابنك في وسط النهر، وتأمل أن يكون بخير، ابنك يمكنه الدخول إلى محتوى خطير،، غير منقى على الإنترنت. مع مجموعة من السفلة الذين يتطلعون إلى الإيقاع بالأطفال الساذجين، لذا بعض الخوف الصحي مناسب لك كأب.

أعلم أن الحِمل ثقيل عليك؛ لذا إليكَ بعض الأخبار الجيدة: إذا كان ابنك قد تعرض لمشاهدة الإباحية، هناك أمل.

 معالجة ما حدث، لن يقوم فقط بتخفيف الصدمة التي تعرض لها، ولكنه سوف يساعد على تقوية العلاقة بينكما. فعلاقتك بأبنائك، هي علاج قوي لسم الإباحية، عندما يعرفوا بأنهم يستطيعون إخبارك بأي شيء وأنت تستطيع تولي الأمر، فذلك سيجعل عالمهم أكثر أمانًا، وسوف يشعرون بالحب بطريقة مختلفة كليًا.

القليل من المنع

ماذا يمكن أن تفعل، لإعداد طفلك لمواجهة مجتمع غمرته الإباحية؟

أخبرهم عن العلاقة الجنسية والجسم البشري؛ إذا كان متوسط عمر التعرض لمحتوى إباحي هو ثمانية سنوات؛ فيجب عليك أن تتحدث إليهم عن الجنس قبل ذلك السن.

 هم يحتاجون إلى سماع ذلك منك، فسوف يسمعونه في المدرسة، أو الأتوبيس، أو الملعب. ولكن إذا سمعوه منك أولا، سوف يشعرون بالحب والحماية. فالمتحرشون بالأطفال، يستهدفون الأطفال الذين يجهلون هذه الأشياء، ويتمكنون منهم بتقديم محتوى إباحي لهم، وحفظه سرًا عن آبائهم.

اسألهم ما الذي شاهدوه، وما الذي يتحدث عنه الأطفال. الاختباء ينمي الخجل، ادخل إلى عالمهم، واستمع لما يقولونه؛ هذا يكسبك قوة امتلاك أسرارهم.

إذا كنت لم تفحص أجهزة أطفالك منذ فترة، فافعل ذلك اليوم.

 وإذا لم تكن قد أخبرتهم كم تحبهم وأنهم يستطيعون إخبارك بكل شيء، فافعل ذلك الآن.

 وسوف تدرك في هذه اللحظة، أنهم يشعرون بالحب والأمان عندما تهتم لأمورهم، وتسألهم عن أحوالهم. لا تدع عيونهم تخدعك.


  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبدالجواد
  • مراجعة: ا.ناصر دسوقي
  • تاريخ النشر: 27 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 784
  • عدد المهتمين: 115
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك