لماذا لا يمكن أن يشبع البشر من الإباحية؟!

أبدًا لن يشبع. سيتعب جدًّا، ولن يشبع. إن الدماغ الإباحي، جاهز لعدة شركاء، وكثير من الصور، وفيديوهات الجنسية.
A+ A-

غريب جدا، عندما نلاقي الرجال، يقولون نحن لدينا شهوة، ولهفة شديدة للإباحية، ومع ذلك نكرهها ولا نحبها، ونتمنى أن نشبع، لكننا لا نعرف كيف، لماذا لا نستطيع؟ الدماغ المتشبع بالإباحية، لا يمكن أن يحدث له اكتفاء أو رضا، فقد تبدو هذه المتابعة للإباحية سخيفة في الواقع، حيث تضيع فيها كل هذه الأوقات.

ولكن الحقيقة، هي أن الإباحية توفر فرصا لا نهاية لها من الإثارة، فقط.

فإذا كان الشخص يستمني، أمام هذه المجموعة الواسعة من الصور، ومقاطع الفيديو، أفلا ينبغي له أن يشبع ويكتفي؟

الإجابة بالطبع، لا. لماذا إذن؟!

يوضح الدكتور دويدج صاحب كتاب "الدماغ الذي يغير نفسه" السبب: "أن الاباحية لها قدرة على الإثارة، أكبر من أن نكتفي منها، لأن لدينا نظامين منفصلين في أدمغتنا من أجل اللذة والشهوة، واحد لمتعة الإثارة، والثاني لمتعة الاكتفاء والرضا"

لذة الإثارة، يغذيها الدوبامين والترقب، فهي (الشهية)، مثل أن تتخيل وتشتهي وجبتك المفضلة أو لقاء جنسي.

والنظام الثاني للذة الاكتفاء والرضا، يعني أنك الآن تتناول وجبتك المفضلة أو تمارس الجنس، والذي بدوره يحقق الهدوء، وإشباع المتعة، وهذه يغذيها الإندورفين مثل ( الأفيون ) الذي يوفر مشاعر الهدوء والنشوة.

يقول دويدج: "إن المواد الإباحية، تسبب فرط نشاط، لمتعة الإثارة أو الشهية، لكن النظام الثاني، الذي هو نظام متعة الاكتفاء، والرضى، يبقى يتضور جوعا، لشيء حقيقي، يشبعه مثل اللمس الفعلي، والقبلات، والمداعبة. الاتصال ليس فقط الجسدي بل العقلي والروحي. متعة الاكتفاء والرضا، يفرز أثناءها أوكسيتوسين، وإندورفين. مما يحقق النشوة، والهدوء، ويقلل من التوتر والألم".

فعلا: لا يوجد شيء كالحقيقي. ستروثر يشرح فيقول: "الدماغ المشبع بالجنس، يركز على الجنس، لكن الغرض الحقيقي للجنس، هو العلاقة الحميمية".

إذن لا يوجد شيء اسمه: يحصل لك إشباع من الإباحية. وهي شيء وهمي، غير حقيقي، ستظل جائعا، كمن يظل ينظر إلى جدي مشوي، ويحرك فمه وهو لا يمضغ شيئا ، فهل يشبع؟؟؟؟

أبدًا لن يشبع. سيتعب جدًّا، ولن يشبع. إن الدماغ الإباحي، جاهز لعدة شركاء، وكثير من الصور، وفيديوهات الجنسية. فالمسار العصبي للإباحية، بُني ليكون سريعا، مع كثير من الاستنماء، للتخفيف من الرغبة الشديدة، وطلبا للراحة، غير المتوقعة، لكن إشباع الرغبة الجنسية، عبر العلاقة الحميمة، بطيء، ويتضمن احترام شريكك الفعلي وحبه، ويؤدي فعلا إلى راحة حقيقية وهدوء وسكينة.

دويدج كتب يقول: "المواد الإباحية، تعد متعة، وتخفف من التوتر الجنسي، لكن في كثير من الأحيان تؤدي إلى الإدمان، وتؤدي إلى التعود وطلب المزيد، وانخفاض الإحساس بالمتعة في نهاية المطاف، من المفارقات أن المرضى الذكور، الذين عملت معهم يشتهون الإباحية لكن لا يحبونها".

  • اسم الكاتب: د. محمد عبد الجواد
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 6 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 137
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك