لماذا تخشى الفتيات إدمان الرجال للإباحية؟

الفتيات والنساء، بصفة خاصة، يتعجبن مما يحدث، حيث تجد تغيرا فجائيا أو تدريجيا، ممن تقدم للزواج منها، أو من زوجها، وسرعان ما تجد من أحبته واختارته زوجاً، قد تنكر لها، وقرر الفراق بأي ثمن دون مبرر واضح، فتفقد الثقة في نفسها
A+ A-

حديثي هنا موجه، لمن هو في علاقة خطوبة ويسعى إلى الزواج، أو أصبح جاهزاً للزواج، وللمتزوجين أيضاً.

إنه للرجال بصفة خاصة، لكن ليس هذا معناه، أن الفتيات لا يعانين من مشكلة الإباحية، لا بل هناك نسبة، لكنها أقل من الرجال. انتشار الطلاق، فسخ الخطوبة، انتشار العلاقات المحرمة، كل هذا يدعونا لأن نتساءل عن الأسباب.

نعم، لو بحثنا سنجد عدة أسباب، لكن ما الذي جعل هذا الأمر يصبح كالوباء، حتى صارت العلاقات هشة، بدرجة غير متصورة، ومتغيرة بشكل عجيب.

الفتيات والنساء، بصفة خاصة، يتعجبن مما يحدث، حيث تجد تغيرا فجائيا أو تدريجيا، ممن تقدم للزواج منها، أو من زوجها، وسرعان ما تجد من أحبته واختارته زوجاً، قد تنكر لها، وقرر الفراق  بأي ثمن دون مبرر واضح، فتفقد الثقة في نفسها، وتُكسر وتظل تتساءل عن السبب!!؟؟؟

في أوقات كثيرة، تأتي الإجابة، بأن السبب،  ذلك السر الذي لن يبيح لكِ به، وهو الإباحية. فلا هو يعرف في كثير من الأحيان، أن سبب التغير، إدمانه الذي أصبح أقوى من رغبته في الزواج، وأقوى من أن يعير مشاعر من تقدم لها ووافق عليها، اهتماماً. ولا هي ستعرف أن الإباحية هي السبب، مع عدم إهمال أسباب أخرى، لكن هذه الأسباب، ستكون معروفة، لأنها آنذاك، ستكون واضحة، أما مع عدم وضوح السبب، فغالبا المتهم هو الإباحية. الإباحية لا تؤدي فقط، إلى حرمان الأزواج من بعضهم، بل تؤدي إلى نفور الرجال من الزواج، وربما البنات أيضا.

فتقضي البنت عمراً طويلاً، تنتظر زوجاً يصلح للزواج، باعتبارها المطلوبة. بسبب انشغال الرجال بالإباحية، عن البحث عن زوجة محبة. وربما أيضا تظل البنت ترفض من يتقدم لها، بسبب تشوه المفاهيم والمعتقدات لديها، مما تعرضت له من غسيل الدماغ، بسبب الإعلام الإباحي أيضا أو إعلام الدراما.

ليس سراً أن الإباحية، تحمل أخباراً سيئةً، للعلاقات الرومانسية، رغم ما تحب بعض المجلات، أن تبيعه للقراء.

تُظهِر الأبحاث كيف يمكن للاباحية، أن تشوّه تصورات الشخص، عن الجنس، والحميمية، وصورة الجسد، وتؤذي أداءه الجنسي.

تؤثر الإباحية أيضًا، في تقدير الشخص لنفسه. وجدت إحدى الدراسات، أن الأشخاص الذين يستهلكون الإباحية، أكثر عرضة للقلق في العلاقات، والانسحاب، من الرجال الذين لا يستهلكون الإباحية.  إحساسهم بالأمان العاطفي أقل عموما، من الرجال الذين ابتعدوا عن عادات الإباحية.

أن تكون في علاقة حقيقية، طريقة أفضل وأكثر صحة، من أي فيديو إباحي، لذلك هذا هو مصدر القلق.

بعد مشاهدة الكثير من الإباحية، قد يشعر المرء أن العلاقة الحقيقية، صعبة للغاية، أو حتى غير قابلة للتحقيق. ثم اللجوء إلى خيار الكسل، حيث التمسك بالاباحية. وبالتالي، تستمر الدورة.

لا شك أن الإباحية، أسهل في نظر من يشاهدها، ولا يعرف قيمة الزواج المستقر السعيد. فلا يوجد مع الإباحية، خطر من الرفض، أو الرعاية المستمرة، للحفاظ على العلاقة حية. لن تسأل الإباحية أبداً المستهلك شيئاً، بخلاف الوقت، وأحياناً المال، لن تدفع أبداً المستهلك حتى يكون شخصاً جيداً، يعمل على تحقيق أهداف ذات مغزى. لكن الحب يمكنه فعل ذلك، ويفعل.

أنت تستحق أفضل من الحميمية الوهمية، على الشاشة.

الحب الحقيقي، لديه الكثير ليقدمه أكثر من أي وقت مضى. على عكس ما يفعله المستهلكون للإباحية. فإن الحب له فائدة، ينشط المحبين، ويمنحهم شرارة إبداعية، وفقاً للأبحاث.

الأكثر من ذلك، أن الحب والعلاقات الحقيقية، تضيف قيمة إيجابية للمجتمع، كذلك حياة الشخص بشكل عام. لا يمكن للاباحية، أن تقترب من تحقيق تلك الأشياء نفسها.

بالطبع، نحن لا نحاول أن نقول، أنك شخص كسول أو "سيئ" إذا لم تكن متزوجاً. بدلاً من ذلك، لا نعلم أن الإباحية أكثر من كونها مشكلة، لأي شخص. تأمل من الدراسة المذكورة أعلاه، ماذا كان يقوله أحد المراهقين عن ذلك: "نظرًا لابتعادي عن الإباحية، شعرت بالتأكيد، في بعض الأحيان، بدافع أكثر، للحصول على زوجة".

يمكن أن تأتي قلة الطاقة، وضعف الحافز، وانعدام الرغبة بالعثور على الحب الحقيقي، من الإباحية.

هذا هو ما يعيق الشخص، عن العيش حياة كاملة. لا أحد يستحق ذلك، فأنتم تستحقون أن تشعروا، بأنكم تستطيعون غزو العالم، وأن تشعروا بأنكم تستطيعون، العثور على شخص ما، يحبكم وتحبونه، بغض النظر عن صعوبات الحياة التي تحيط بكم، فهناك شيء جميل، اسمه الحب، جعله الله ليكون سبباً في الزواج، ثم جعل الزواج نفسه، يقوي الحب بين المحبين.

إذا كنت تقرأ هذا، فأنت تستحق أفضل مما تقدمه الإباحية. وهذه حقيقة. تستحق حباً جميلاً، وزواجاً يرعاه وينميه ويوطده.

ثق بالله، وأحسن الظن به، وفارق الإباحية. ستجد وعد الله لك، بالأمان، والراحة، والسعادة، والعون لك على العفة، من حيث لا تحتسب.

  • اسم الكاتب: د. محمد عبد الجواد
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 6 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 167
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك