الإباحية تُبلِّد إحساسَ صِغار السِّنِّ

نستهلُّ مقالنا بدراسة من جامعة ميدلسكس، تحذِّر فيها من أن معظم الأطفال يقعون على المواد الإباحية على الإنترنت في سنوات مراهقتهم المبكرة، فحوالي 53% ممن سنّهم بين الحادية عشرة والسادسة عشرة قد شاهدوا مشاهد خليعة على الإنترنت.
A+ A-

نستهلُّ مقالنا بدراسة من جامعة ميدلسكس، تحذِّر فيها من أن معظم الأطفال يقعون على المواد الإباحية على الإنترنت في سنوات مراهقتهم المبكرة، فحوالي 53% ممن سنّهم بين الحادية عشرة والسادسة عشرة قد شاهدوا مشاهد خليعة على الإنترنت، وغالبيتهم -بنسبة 94%- كان في الرابعة عشرة من عمره حينها.

أشارت دراسة أخرى بتكليف من الجمعية الوطنية لمنع العنف ضد الأطفال ومن مكتب مفوض الأطفال في إنجلترا إلى أنَّ كثيراً من المراهقين مُعرَّضون لخطر تبلُّد الإحساس تجاه المواد الإباحية.

وأوضحت الحكومة أن إبقاء الأطفال آمنين إلكترونياً عند اتصالهم بالإنترنت له الأولوية الرئيسة.

صور عارية:

وجدت الدراسات بعد سؤال ألف طفل وواحد -أعمارهم بين 16 و 11 عاماً- أنَّ 65% ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و 15 اعترفوا بمشاهدتهم للإباحية، وكذلك كان الحال مع 28% ممن أعمارهم بين 12 و11 عاماً.

وكشفت الدراسات أن الأطفال الصغار أكثر عرضةً لإيجاد المواد الإباحية بالصدفة -عن طريق الإعلانات المنبثقة على سبيل المثال- من أن يبحثوا عنها عمداً، حيث قُدِّرت النسبة في الأولى ب28% بينما كانت نسبة الثانية 19%.

وشعر أكثر من 75% من الأطفال المشاركين بالدراسة -بنسبة 87% من الفتية و77% من الفتيات- أن الإباحية لم تساعدهم على فهم القبول الجنسي، بينما رأى 53% من الأولاد و39% من البنات أن الإباحية وصف واقعي للجنس.

إضافة إلى أن النهج الجنسيّ لبعض الأطفال كان متأثّراً بالمشاهد الإباحية، حيث أبدى أكثر من ثلث الأطفال -بنسبة 39%- ممن أعمارهم بين 14و13 عاماً وخُمس من أعمارهم بين 12و11 عاماً أبدوا رغبتهم في تقليد ما قد رأوا من سلوك.

ووجدت الدراسة أن:

- عدد الأولاد الذين شاهدوا الإباحية عبر الإنترنت باختيارهم أكبر منه في البنات.

- 135 طفلاً من الأطفال الصغار -بنسبة 14%- الذين تجاوبوا مع الدراسة وكانوا قد التقطوا صوراً عارية أو شبه عارية لأنفسهم، وأكثر من نصفهم -بنسبة 7% بالإجمال- قد شاركوا تلك الصور.

- العدد الأكبر من الأطفال الذين ذكروا أمر مشاهدتهم للإباحية -بنسبة 38%- كانوا قد شاهدوها أول مرة على حاسوب محمول، ثم وبنسبة لا تقل عنها كثيراً (33%) على الهاتف المحمول، وأخيراً وبنسبة تكاد تصل إلى ربع الإجمالي (24%) قد شاهدوها على حاسوب مكتبيّ.

- ذكر حوالي 60% من الأطفال والشباب اليافعين الخاضعين للبحث، أنَّهم شاهدوا الإباحية أول مرة في منازلهم، بينما شاهدها 29% أول مرة في بيت صديق لهم.

وقد نُشر هذا التقرير بعد أسبوع من إدلاء خبراء بشهاداتهم للجنة المرأة والمساواة أن الفتيات كن يرتدين سراويل قصيرة تحت تنانيرهن ليتجنبوا محاولات التحرش الجنسي، ونبّه الخبراء إلى أن الإباحية على الإنترنت تنقل تصورات غير مقبولة عن الجنس والعلاقات الحميمة.

مخاوف النشء:

أخبرت فتاة تبلغ من العمر أحد عشر عاماً الباحثين ما يلي:

((لم ترقني الإباحية كوني شاهدتها عن طريق الخطأ، ولا أريد أن يكتشف أبواي الأمر))، وبدأت تصف ما شاهدته قائلة: ((لقد بدا الرجل وكأنه يؤذيها، لقد كان ممسكاً بها يمنعها من الحراك وكانت تصرخ وتتلفظ بالشتائم)).

طفل آخر في الثالثة عشرة من عمره يقول: ((بدأ أحد أصدقائي بمعاملة النساء كما يشاهد في مقاطع الفيديو -ولكن ليس كثيراً- موجّها لها بعض الإهانة)).

وتذكر فتاة أخرى في عامها الثالث عشر بعضاً من آثار الإباحية قائلة: ((قد تجعل الشاب يبحث عن ممارسة الجنس من أجل الجنس بدلاً من البحث عن الحب، وقد تشكل ضغطاً علينا نحن الفتيات لكي نتصرف ونبدو ونسلك سلوكيات محدّدة لم يحن وقتها ولسنا مستعدات لفعلها بعد)).

فتاة أخرى تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً تقول: ((لقد استخدم بضع من أصدقائي الإباحية بمثابة مرشد على الجنس، ولكنهم يستقبلون الصورة الخاطئة عن العلاقات)).

تقول الدكتورة إلينا مارتيلوزو -والتي قادت البحث مع زملائها: ((رغم أن العديد من الأطفال لم يطلعونا على أمر مشاهدتهم للإباحية على الإنترنت، إلا إنه من المثير للقلق أن بعض الأطفال تعرَّضوا لها عرضاً، بل وربما أرسلوها دون البحث عنها.

إذا كان الأولاد يصدقون بالفعل أن الإباحية تقدم لهم تصوراً واقعياً عن العلاقات الجنسية، فهذا قد يؤدّي بهم لتوقعات خيالية عن الفتيات والنساءظ، والفتيات بدورهن سيشعرن بالضغط ليرتقوا لذلك الأداء غير الواقعي -والذي قد يكون غير مقبول ولا مرضي عنه-)).

ونوَّهت بمهمة شاقة مقبلة يقع تنفيذها على عاتق الآباء والمعلمين وواضعي السياسات:

((لقد وجدنا أن الأطفال والشباب يفتقرون إلى مساحات آمنة حيث يستطيعون مناقشة كافة الأمور المتعلقة بالجنس والعلاقات وإمكانية الوصول إلى الإباحية عن طريق الإنترنت في عصر التكنولوجيا الرقمية)).

ذكرت آن لونج فيلد -مفوضة شؤون الأطفال بإنجلترا- أنه: من المقلق أن كثيراً من الأطفال شاهدوا الإباحية.

وصرَّحت آن: ((الآن فقط بدأنا ندرك تأثيرها على “أطفال جيل الهواتف الذكية”، وهو أول جيل نشأ في عصر التقنية، التقنية التي نقلت الإنترنت من غرفة المعيشة -حيث يستطيع الآباء مراقبة استخدام أولادهم- إلى غرف نومهم أو إلى فناء المنزل حيث لا يستطيع الآباء مراقبتهم)).

((نحن نعرف من خلال البحث أن عدداً كبيراً من الأطفال مصدومون أو مشوشون أو مشمئزّون مما يُشاهدون، وأنه واجبنا أن نساعدهم لكي يسألوا ويواجهوا حقيقة ما يشاهدون ويستوعبوه)).

قال بيتر وانليس الرئيس التنفيذي للجمعية الوطنية لمنع العنف ضد الأطفال: ((جيل كامل من الأطفال معرّض لخطر التجرّد من طفولته في سِنٍّ مُبَكِّرة بسبب التعرض للإباحية العنيفة والمتطرفة على الإنترنت)).

وأضاف بيتر: ((على قطاع الصناعة والحكومة تحمُّل المزيد من المسؤولية؛ لضمان حماية صغار السِّنِّ من التعرُّض للإباحية)).

((وبالحديث عن السلامة والأمان أثناء تصفّح الإنترنت، فقد أخذت بعض الشركات بزمام المبادرة وسوف نستمرّ بالضغط على الشركات التي لم تُبادر بعد)).

((أضحى التثقيف المناسب لمختلف الفئات العمرية بشأن الجنس والعلاقات -والذي يُعالج بعض القضايا كالإباحية على الإنترنت وإرسال الأطفال صوراً فاحشة- مصيرياً)).

قالت متحدثة باسم وزارة الثقافة والإعلام والرياضة: ((إن إبقاء الأطفال آمنين وهم يتصفّحون الإنترنت من الأولويات الأساسية للحكومة.

فنحن نريد أن نضمن عجز الأطفال عن الوصول إلى المحتوى الإباحي وهم متصلون بالإنترنت -والذي لا يجب أن يشاهده إلا البالغون- تماماً كما الحال وهم غير متصلين به)).

((سوف نسِنُّ في قانون تقنية المعلومات، المُقبل قانوناً يُلزم الشركات التي تقدّم محتوًى إباحياً على الإنترنت بتأكيد امتلاكهم نظاماً متيناً للتحقق السِنِّيّ، وبذلك تكون إمكانية الوصول لتلك المواقع لِمَن فاقت سنّه الثامنة عشرة))

  • اسم الكاتب: Katherine Sellgren
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: يوسف محمد عز العرب
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 1 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 146

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك